جدول المحتويات

Table of Contents

اشترك في النشرة
البريدية

اشترك لتحصل على نصائح سريعة لتحسين محركات البحث وزيادة الزوار

شارك :

هل تواجه صعوبة في تبسيط معلوماتك الطبية وجذب المزيد من القراء؟ تعلّم كيفية كتابة محتوى طبي يجذب الاهتمام ويوصل رسالتك بوضوح

كطبيب لم يكن الأمر سهلًا علي عندما حاولت كتابة محتوى طبي على الإنترنت، ولم يكن الأمر سهلًا عليّ أيضًا في البداية.

ففي ظل الفجوة بين لغة الكتب العلمية ولغة الجمهور، واجهتني كطبيب معضلة في كيفية نقل معلوماتي الطبية للجمهور في صورة محتوى طبي مفهوم وغير مُعقّد، يُقدّم المعلومة الطبية بشكلٍ صحيح دون التضحية بدقتها.

وفي محاولتي للوصول إلى الوصفة المثالية التي تمكنني من كتابة محتوى طبي مقروء أو مرئي بموثوقية وسلاسة، تابعت الكثير من مقدمي المحتوى الطبي على مستوى العالم، ووجدت أنه يمكنني اختصار مشكلات المحتوى الطبي في :

أولًا: الفجوة بين لغة الطب ولغة الناس 

في مسرحية “العيال كبرت” الشهيرة، يقول سلطان السُكرى الأخ الأكبر لأخيه الأصغر كمال: “كلمونا الكلام السهل .. الكلام السِلِس .. الشعبي ده .. كلمونا بالهجايص .. يمكن نفهم”، مُعبرًا بشكل كوميدي عن الأزمة الأولى والأكبر في التواصل بين المحتوى العلمي والمتلقي العادي من الجمهور؛ وهي أزمة صعوبة الفهم.

 
تتميز الأوساط العلمية، وخاصة الطبية منها، بلغة تختلف إلى حد ما عن اللغة التي يمكن للجمهور فهمها.

فمن أجل شرح أبسط أنواع الأمراض التي يمكن أن تصيب أي شخص مثل نزلات البرد، تحتاج إلى أن تشرح في البداية على الأقل لجمهورك الفارق بين العدوى الفيروسية والعدوى البكتيرية. هذا الفارق شديد الأهمية في فهم الطريقة الصحيحة للتعامل مع المرض، ومسارات العلاج، ويمكننا من خلاله تحليل مشكلة الإسراف في تناول المضادات الحيوية.

ثانياً : تعقيد المعلومات

ما أطول سنوات دراسة الطب، فهي طويلة لا لشيء إلا لاستيعاب هذا الكم الهائل من المعلومات العلمية. تعلمناها والحمد لله، ولكن لم يُعلمنا أحد كيف نشرح مرضًا كاملًا درسناه على مدار سنوات لمريض لا يعرف عن الطب شيئًا!
كيف نشرح له الشكل السليم لعمل الجسم “فسيولوجيا الجسم”، وكيف ننتقل بعد ذلك لشرح كيفية حدوث المرض -الباثولوجي- وآليات علاجه المختلفة؟ نحتاج إلى أساليب مبتكرة لشرح ما درسناه في سنوات، في محتوى طبي قصير يمتد لربع ساعة على أقصى تقدير إذا كان مرئيًا، أو ثلاث صفحات بحدّ أقصى إذا كان مقروءًا.

لغة الطب تحتاج إلى التبسيط لا جدال في ذلك، ولكن ما هي درجة التبسيط التي تجعل محتواك الطبي يحتفظ بجودته؟ كيف يمكنك الحفاظ على التوازن بين تبسيط المعلومة والمعلومات الدقيقة؟

هناك الكثير من مقدمي المحتوى الطبي حول العالم الذين يهتمون بتبسيط المعلومة الطبية، ولكن بالقدر الذي يؤدي إلى تقديم معلومة مُختزلة، بل وأحيانًا مُضللة، مما يمكن أن يؤثر سلبًا على حياة الكثيرين.

ثالثاً: غياب مهارات التبسيط والتقديم

في الحقيقة، تعتبر ممارسة الطب من أكثر الممارسات الاجتماعية والتفاعلية في الحياة. لا أظن أن هناك مهنة أخرى يمكنك من خلالها أن تتصل بعملائك بنفس مقدار الاتصال الإنساني الذي يتحقق بينك وبين مريضك أثناء ممارسة الطب.

في هذه العلاقة التفاعلية، يجب أن يتمكن الطبيب من كسب ثقة مرضاه من خلال مزيج من أساليب الإقناع، والتعاطف، والإنصات، وبعض مهارات التواصل الضرورية التي تخلق تلك الرابطة بين الطبيب ومريضه.

وهذا أيضًا يجب أن يتوفر في المحتوى الطبي المنشور على الإنترنت؛ فبدون تلك الروابط الإنسانية، وذلك التفاعل النشط بينك وبين المتلقي للمحتوى الطبي الخاص بك، لن يشعر المريض بأنه قادر على وضع ثقته بك.

تصفح الإنترنت وقارن بين المحتوى الطبي المنشور في كل مكان، ومن المؤكد أنك ستجد معلومات طبية موثوقة وصحيحة ومُراجعة. لكن هناك من يستطيع، بلغة بسيطة ومهارات تواصل، أن ينفذ إلى نفوس الجمهور ليكسب ثقتهم، حتى وإن كانت حصيلته العلمية أو الطبية غير ناضجة.

خطوات كتابة محتوي طبي إبداعي

اولا : من هم جمهورك ؟

هناك قاعدة هامة في التسويق عبر كتابة المحتوي تخبرك بضرورة تحديد الشريحة المستهدفة التي تنوي التواصل معها. لكن جمهور المحتوى الطبي ينتمي إلى طبقات وخلفيات ثقافية متنوعة تمامًا.

المحتوى الطبي الفعّال هو الذي يستطيع الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناس، باعتبار أن الهدف هنا هو التوعية الطبية. وهنا، تجد نفسك كمُقدّم للمحتوى الطبي عبر الإنترنت أمام معضلة جديدة، وهي كيفية إيجاد تلك الأرض المشتركة التي يمكن أن يجتمع عليها أكبر عدد من الناس، بحيث يصل محتواك الطبي إلى أكبر جمهور ممكن. لذا، يجب عليك أن تتعلم كيفية تقسيم سوق متابعينك أو قرائك، ثم تحديد أهدافك وأسلوبك في تقديم المحتوى الطبي المثالي.

يمكنك تقسيم السوق من خلال:

  1. التقسيم الجغرافي : يمكنك تحديد الجمهور وفقًا لموقعه الجغرافي، سواء كان في نفس المدينة أو في دولة معينة. تساعد هذه الطريقة في تقديم محتوى يتناسب مع العادات والتقاليد المحلية، أو التركيز على القضايا الصحية الشائعة في مناطق معينة.
  2. التقسيم الديموغرافي : يعتمد على خصائص مثل العمر، الجنس، الوضع الاجتماعي، والمستوى التعليمي. يتيح لك هذا التقسيم تخصيص المحتوى لخدمة فئات محددة مثل المراهقين، كبار السن، أو الأمهات، مع التركيز على القضايا الصحية التي تهم كل فئة.
  3. التقسيم السلوكي : يعتمد هذا التقسيم على سلوكيات الأشخاص تجاه صحتهم، مثل أسلوب الحياة (نشط أم خامل)، أنماط الشراء (منتجات صحية أم لا)، وأدوات الرعاية الصحية التي يستخدمونها. يساعدك هذا في توجيه المحتوى للأشخاص الأكثر اهتمامًا بالصحة، الذين قد يكون لديهم استعداد أكبر للتفاعل مع رسائلك.
  4. التقسيم السيكوجرافي : يتعلق هذا بالجانب النفسي لشريحة جمهورك، مثل قيمهم، اهتماماتهم، وأسلوب حياتهم. على سبيل المثال، يمكن أن يتوجه محتوى خاص بنمط حياة صحي أو التغذية للأشخاص الذين يهتمون بالبيئة أو يتبعون حميات غذائية معينة.
  5. التقسيم الشركاتي: إذا كان جمهورك يتكون من مهنيين في القطاع الطبي أو الشركات، يمكنك تخصيص محتوى يناسب طبيعة عملهم أو يتعلق بالتقنيات الصحية الحديثة أو أحدث الأبحاث. يساعدك هذا في تقديم محتوى ذو طابع مهني ومتقدم.

من خلال هذه التقسيمات، يمكنك تحديد جمهورك بشكل أكثر دقة، وبالتالي تستطيع تقديم محتوى طبي مبني على أسس علمية وملائم لمختلف فئات المجتمع في نفس الوقت.

 ثانياً : عدم الإفراط في التفاصيل العلمية

علميًا وعمليًا، لا تحتاج كل النباتات إلى نفس المقدار من الماء لتنمو، وكذلك الحال مع متابعي المحتوى الطبي الخاص بك. هناك كمية معينة من المعلومات الطبية التي تتناسب مع غير المتخصصين، وهي الكمية التي تقدم الفائدة دون أن تكون معقدة أو مبالغًا فيها.

كما أن كل نوع من النباتات يحتاج إلى رعاية خاصة تتناسب مع احتياجاته، فإن كل جمهور يحتاج إلى محتوى طبي يتماشى مع مستواه واهتماماته، مما يساعد في وصول المعلومة بشكل مبسط وفعّال. وهنا يجب الإشارة إلى نقطة هامة جدًا، وهي ضرورة الاهتمام بتطوير مهارات التبسيط.

في الحقيقة، تهتم العديد من الهيئات العلمية حول العالم بتعليم مهارة التلخيص المنهجي، والتي يمكنك تعلمها للتعرف على الآليات الصحيحة لاختصار المعلومات الطبية بشكل يحافظ على دقتها وجودتها.

رابعاً : الأسلوب التشويقي

متى تنتهي كل حلقة من حلقات مسلسلك المفضل؟
بالضبط عند النقطة التي تتمنى فيها أن تستمر الحلقة وألا تنتهي الأحداث. لذلك، “لا تخبر جمهورك بكل شيء في نفس المقال أو المقطع.”

أنت لا تقدم معلومات تقنية أو علمية فقط، بل تسعى لأكثر من مجرد سرد المعلومة. أنت تحاول أن تصبح قادرًا، بدرجة ما، على مزج المعلومة بطابع ترفيهي مشوق. وهذا أحد أهم أدوات كتابة المحتوى الطبي: خلق التشويق.

في الحقيقة، هناك بعض الأسرار التي يحتفظ بها كتاب المحتوى المحترفون والتي تمكنهم من خلق حالة التشويق لجذب متابعيهم أكثر. إليك ثلاثة منها:

  1. لا تقدم كل شيء دفعة واحدة: لا تفرط في تقديم التفاصيل في لحظة واحدة، اترك لجمهورك فرصة للترقب والشغف لمعرفة المزيد.
  2. الموازنة بين المعلومات والسرد: احرص على مزج الحقائق العلمية مع القصص الواقعية أو السيناريوهات التي يمكن أن تكون أكثر جذبًا للانتباه. القصص تساعد في تحويل المحتوى الطبي من مجرد معلومات جافة إلى شيء يمكن تذوقه والاستمتاع به.
  3. استخدام الفجوات في السرد: مثلما تنتهي الحلقات عند لحظة معينة، اترك بعض الفجوات الصغيرة في المعلومة، مما يجعل المتابعين يعودون للتفاعل معك في صيغة أسئلة شائعة.

في النهاية، جذب العملاء من خلال المحتوى الطبي المثالي على الإنترنت للجمهور غير المتخصص هو مهارة تحتاج إلى الملاحظة والتدريب والتجريب حتى تحقيق أفضل النتائج. فكلما تمكنت من تبسيط المعلومات الطبية وجعلها أكثر وضوحًا وجاذبية، زادت فرصتك في بناء قاعدة قراء واسعة وتعزيز الثقة في محتواك.

اشترك في النشره
البريدية

اشترك لتحصل على نصائح سريعة لتحسين محركات البحث وزيادة الزوار